التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية: قضايا واتجاهات- الكتاب السنوي الرابع
تنجلي عن التعلّم الإلكتروني تحولات جذرية في مجال التربية والتعليم. ولا تقتصر هذه التحولات على عملية إيصال التعليم فحسب بل تشمل المضمون الفعلي للمعارف التي يتمّ إيصالها أيضا. ويعود هذا التنوّع في التربية والتعليم في الأغلب إلى الابتكارات التي جرت على تكنولوجيات المعلومات والاتصال. ومن شأن هذا النمط الجديد من التعلّم أن يعزز جودة التعليم وقيمته. وسيتحقق ذلك من خلال تزويد الطالب بقدرة أكبر على الوصول إلى المعلومات، وبمضمون تعليمي مسانِد، وتعزيز التعاون في التعلّم والتفاعل أيضاً، فضلاً عن توفير الدعم على الشبكة مباشرة. غير أن بعض حالات التعلّم الإلكتروني لم يُكتَب لها النجاح ويعود ذلك إلى تقصير حيال تحديات التعلّم الإلكتروني مثل الافتقار إلى المعايير والنقص في سعة الحيّز لنقل البيانات عند حلقات الاتصال على الشبكة، وسوء تقسيم سوق المستفيدين، ونقص المقررات التي تلبّي حاجات المتعلمين والمجتمع، والطرائق التي تتمحوَر حول المدرّس لا المتعلم وقضايا فرض التكنولوجيا وترويجها. وعلى الرغم من هذه التحديات فقد استأثر التعلّم الإلكتروني باهتمام عدد كبير من المؤسسات التربوية في كافة أنحاء العالم، إلا في منطقتنا. يتناول هذا البحث دوافع ومميزات وتحديات محددة تواجه التعلّم الإلكتروني في العالم العربي.