المؤسسات الجامعية لإعداد المعلمين في البلدان العربية- الكتاب السنوي السادس
يهدف البحث إلى التعرف على مدى فاعلية كليات التربية الأساسية وفق معايير الجودة الشاملة من حيث الفلسفة والأهداف التربوية التي تسعى إلى تحقيقها، فضلاً عن تقويم محتوى المناهج الدراسية بجوانبها التخصصية والتربوية والثقافية، إلى جانب بيان إيجابيات وسلبيات التربية الميدانية بمحوريها المشاهدة والتطبيق، كما يستقصي البحث مدى جودة طرائق التدريس والأنشطة التعليمية وأساليب التقويم والامتحانات، وأخيراً يتناول الطلبة بوصفهم مدخلات ومخرجات لهذه الكليات. واعتمد البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي للوثائق والأدبيات ذات الصلة بمؤسسات إعداد المعلمين والمدرسين، فضلاً عن خبرة الباحث وتصوراته عبر سني التدريس والإدارة الجامعية في كلية التربية الأساسية/جامعة الموصل. وقد توصل البحث إلى جملة من الاستنتاجات أبرزها عدم وجود فلسفة واضحة لكليات التربية الأساسية في العراق، وقصور الأهداف التربوية الموضوعة لهذه الكليات، فضلاً عن عدم كفاية النسب المعتمدة للمناهج التخصصية (متطلبات القسم العلمي). ويبيّن البحث إيجابية فترة التربية العملية قياساً على ما هو معمول به في كليات التربية، إلا أنها تعاني من عدم فاعلية الأطراف المساهمة فيها: طلبة/معلمون، مدرسون، مشرفون، وإدارات مدارس. وفي الإجمال فإن مستوى الجودة في كليات التربية الأساسية في العراق، أنظمة ومناهج وأداءات، لا يتحقق واقعاً ملموساً سوى بنسبة 40% حسب تقدير الباحث. وعلى ضوء تلك الاستنتاجات قدم الباحث جملة من التوصيات والمقترحات للوصول بهذه الكليات إلى الفاعلية والجودة المطلوبة.