تعالج هذه الورقة أمراً محيّراً وهو أنه، على الرغم من وجود التكنولوجيا في كل مكان في عالم الأعمال، لم يظهر لها دور واضح في مجال التربية والتعليم. فبعد عدّة سنوات من السياسات الوطنية والاستثمار في تكنولوجيات المعلومات، في المملكة المتحدة كما في بلدان أخرى، تبقى التكنولوجيا عنصراً ”دخيلا” مستحدَثاً ومُقحَماً في التربية وفي المدارس. تعاين هذه الورقة سلسلة من التجارب والإخفاقات التي حدثت في المملكة المتحدة، مع التشديد على ثنائية الغاية من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التربية والتعليم، الأمر الذي يشكّل عائقاً في طريق استخدامها وتبنّي المعلمين لها. لذا يتطلب فهم إشكاليّة استخدام تكنولوجيات المعلومات أن تؤخذ بعض القضايا التربوية الأكثر جوهرية في الحسبان. فغالباً ما ينظر إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كحافز للتغيير، تغيير في أسلوب التعليم، تغيير في طرق التعلّم، وتغيير في أساليب الوصول إلى المعلومات. إلا أن الخطاب المُستخدَم حتى اليوم في هذا الموضوع قد أفرط في ربط التغيير بالوظيفة الرمزيّة للتكنولوجيا في المجتمع، الأمر الذي لا يتوافق مع معتقدات المعلمين ومواقفهم المهنية. لذا يبدو أنّ الحوسبة التربوية لم تستطع التعبير عن نفسها بعد. وهذه الورقة تبحث في هذا المفهوم.