المؤسسات الجامعية لإعداد المعلمين في البلدان العربية- الكتاب السنوي السادس
يهدف هذا البحث إلى إظهار الرابط بين عملية تنمية المجتمع على الصُعد كافة وإعداد المعلم المستقبلي، وكيف يتآلف ذلك مع تغير استراتيجيات التعليم/التعلم. وأهدافه بفضل تطور تكنولوجيا الاتصال والإعلام واستعمالها المتزايد في العالم. ويستدعي ذلك توصيفاً جديداً لصورة معلم المستقبل، المحرك الأول لهذه العملية، في تحصيله ودوره في العملية التربوية من حيث إنه منتج ومستهلك وناشر للمعرفة.
ويتمحور هذا الرابط حول نظرة متجددة إلى عوامل مؤثرة في إعداد معلم المستقبل ومنها:
– نظرة متطورة إلى المدرسة والمنهج والتأهيل (الأولي والمستمر) للمعلم
– نسق تعليمي محوره الإنتاج والارتباط بمشاكل المجتمع
– منهجية علمية عمادها الفكر النقدي الجدلي
– وسائل تقنية أساسها تكنولوجيا الإعلام والاتصال
– دور لكل من المعلم والمتعلم في العملية التربوية.
وقد جاء توصيف المهمات المطلوبة من المعلم المستقبلي في دراسات متعددة تشير إلى قضية واحدة وهي أهمية التنمية البشرية أو الموارد البشرية كونها من المهمات الأساسية للمعلم المستقبلي. إن تفاعل هذا المعلم المستقبلي مع ثورة الاتصال والإعلام تجعل منه مساهماً فعالاً في تنمية المجتمع كونه المؤثر الأول في طرق تفكير المتعلم وسلوكه دافعاً إياه إلى التميّز والابتكار متوسلاً تقنية جديدة، مما يؤدي إلى تنمية الرأسمال البشري الذي يحول المعرفة إلى اقتصاد وبالتالي إلى رقي اجتماعي، عماده المعلم المستقبلي.