التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية: قضايا واتجاهات- الكتاب السنوي الرابع
يفتقر كثير من الطلاب المنخرطين في التعليم الجامعي في البلدان العربية الى مهارات الحاسوب، حتّى بعد تخرّجهم أحياناً، بعكس نظرائهم من طلاب أميركا الشمالية وأوروبا واليابان وغيرها من البلدان المتقدّمة. وقد وعت الجامعة الاْميركيّة في بيروت (AUB) أهميّة وضرورة إدخال تكنولوجيا المعلومات في مناهجها التّعليميّة، وذلك لإعداد طلاّبها للمستقبل وفقاً لأفضل المعايير العالميّة. وعلى طريق تحقيق هذا الهدف، بدأت الجامعة المشروع الأكاديميّ للحوسبة، ومن أهدافه الأساسيّة تطوير قدرات الهيئة التعليميّة التكنولوجيةّ. تهدف هذه الورقة إلى دراسة خطوتين أساسيّتَين على طريق تحقيق المشروع: أولاً، تركّز الورقة على قضايا متعلّقة بتدريب أفراد الهيئة التعليميّة على استخدام الحاسوب في التعليم، وتناقش المتغيّرات التي تؤثّر في نتائج هذا التدريب، استناداً على تجربة المشروع الأكاديمي للحوسبة خلال العام الأول. ثانياً تقدم الورقة تقويماً للوضع الحالي في الجامعة الأميركيّة، فيما يتعلّق بتطبيق التكنولوجيا في التعليم. ويستند هذا التقويم إلى نتائج تجريبيّة لدراسة أجريت مع أساتذة استخدموا الإنترنت في تعليمهم، ومع طلابهم أيضاً. وقد استكشفت الدراسة كيف استخدم المعلمون والطلاب هذه الموارد خلال فصل دراسي، وكيف ساعدت – أو لم تساعد – هذه الموارد في تحسين نوعيّة التعليم والتعلّم، ولأية أسباب. كما تعرضت الدراسة إلى صعوبات التعليم على الشبكة وحدوده في الجامعة الأميركيّة. نأمل أن تشجع القضايا المطروحة في هذه الورقة مؤسسات أخرى للتعليم العالي في الشرق الأوسط للبدء ببرامجها الخاصة لاستخدام برمجيّات الحاسوب وشبكة الإنترنت بهدف إغناء التعليم والتعلّم.