تسمح تكنولوجيات المعلومات والاتصالات بتكوين تمثيلات ذهنية للمعرفة قابلة للانتشار والاستعمال عند شريحة واسعة من المتعلمين، كما كان الحال مع الكتابة والطباعة. وتتضمن هذه التكنولوجيات أدوات محسوسة مثل الوسائل المرئية والمسموعة وإمكانيات قراءة النصوص وإنتاجها وتحريرها. وتمثل هذه التكنولوجيات تجديداً في مجال التعليم / التعلّم، يكمن في إمكانية التفاعل بين عالَمين: العالم الواقعي، وعالم جديد هو محاكاة له. ويتضمن عالم المحاكاة متغيرات يمكن التحكم بها افتراضياً وتجريب تأثيراتها على العالم. من ناحية أخرى، بدأت تظهر في الأنظمة التعليمية أنماط من الأنشطة، تحترم الوظائف والحاجات النفسية والذهنية للمتعلم. وهذه الأنشطة تراعي بناء المتعلمين الناشط لمعرفتهم (بياجيه)، وضرورة التعلم بالممارسة والنشاط (ديوي)، وقيام تفاعل بين التعليم ومحيطه الاجتماعي (فيكوتسكي). يقدم هذا البحث مساهمة في الإجابة عن بعض الأسئلة: هل تستطيع تكنولوجيا المعلومات والاتصال رفع جودة النظام التعليمي عبر تحقيق تعلّم أكثر ديمومة لشريحة كبيرة من المتعلمين؟ هل تستطيع هذه التكنولوجيا تأسيس ثقافة تقنية عبر استخدام المرئيات والمسموعات وعناصر ثقافية أخرى خارج المدرسة؟ هل نستطيع تقويم عملية المحاكاة-النمذجة التربوية؟ هل تقدم التكنولوجيا مساعدة ذات أهمية للمعلمين في ممارسة مهنتهم اليومية؟ ويقدّم هذا البحث تقريراً عن تجربة بُنيت على أساس الإطار النظري أعلاه بهدف دراسة هذه الأسئلة ومحاولة إيجاد عناصر للإجابة عنها.