التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية: قضايا واتجاهات- الكتاب السنوي الرابع
تعتبر القدرة على توظيف القوة المتمثلة في استخدام الحواسيب والإنترنت في عملية التعلم أمراً أساسياً للإصلاح التربوي. ولقد اتضح مراراً أن استخدام الحواسيب في دول العالم قد أدى إلى إسهامات لا تحصى في عملية التعلم من حيث سهولة الوصول إلى المعلومات والأفكار وتوفر الاتصالات وتبادل المعرفة وإيجاد بيئة تعليم تجريبية تتسم بكونها خلاقة وحيوية وقوة محركة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر استخدام الحواسيب في الفصول المدرسية وخارجها خطوة حيوية نحو تأسيس مراكز لتكنولوجيا المعلومات وزيادة مهارة الطلاب لإعدادهم للمشاركة في النظام الحديث لاقتصاد المعرفة. تتضمن هذه الورقة عرضاً موجزاً للرؤية وخطة العمل في سبيل حَوسَبة التعليم المدرسي والمباشرة بتنفيذها في أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية كافة. والجدير ذكره أن المشروع الذي تشير إليه الورقة هو قيد التنفيذ حاليّاً. ويشكل هذا المشروع نموذجًا يمكن أن تحذُوَ حذوَه بلدان أخرى ماضية في إصلاح نظمها التربوية والانتقال بها إلى الألفية الجديدة. وتتضمن الورقة عرضاً للخطط الحالية لتحقيق الهدف الوطني الذي يتمثّل في إجراء إصلاح شامل للنظام التربوي مع التأكيد على دراسة استخدام الحاسوب وتحسين معرفة اللغة الإنجليزية ومهاراتها، وتوظيف التكنولوجيا لتحقيق أقصى قدر من التعلم. كما تناقش العناصر الخمسة الرئيسية والمركزية لتنفيذ الرؤية وهي: البنية التحتية والترابط ومحتوى المناهج وإعداد المعلمين والدعم التقني. وتتفق هذه المبادرة مع الهدف الوطني الذي يسعى لتحقيق نمو الاقتصاد الأردني من خلال الخدمات الحيوية لقطاع تكنولوجيا المعلومات. ويُتوقَّع أن تكون للرؤية الأردنية للإصلاح التربوي الذي يرتكز على التكنولوجيا نتيجة ذات شقين، أولهما دعم العملية التربوية من خلال توظيف التكنولوجيا وثانيهما إعداد جيل وقوة عاملة مسلَّحين بالمعرفة وذلك من خلال رفع كفاءة استخدام الحواسيب.