لينا مكارم صالحة
مديرة مدرسة رأس المتن الرسمية
إن العلاقة بين الأسرة والمدرسة تعد حجر الزاوية في نجاح العملية التربوية للطفل، حيث تساهم الأسرة في تأسيس قيمه وسلوكياته في سنواته الأولى، مما يؤثر بشكل مباشر على أدائه في المدرسة. وبالتالي، فإن تعليم الطفل في المدرسة يُعتبر امتدادًا طبيعيًا لتربيته في المنزل. الدراسات التربوية تشير إلى أن البيئة الأسرية تلعب دورًا كبيرًا في تحصيل الطفل الدراسي، من خلال دعم الأهل وتشجيعهم المستمر لأبنائهم في مسيرتهم التعليمية.
لكن لا يمكن تحقيق النجاح الكامل في العملية التعليمية ما لم يتكامل دور الأسرة مع المدرسة بشكل فعال. التعاون بين المعلمين والأسر هو العامل الرئيسي في تحسين التحصيل الدراسي للطلاب. المدرسة، بصفتها مؤسسة تربوية، يجب أن تبادر بتوفير البرامج التي تساعد الأهل على فهم احتياجات أبنائهم التعليمية ومتابعة تطورهم الأكاديمي. من جانبها، يجب على الأسرة تقديم بيئة تعليمية محورية للطفل في المنزل من خلال توفير الدعم العاطفي والتوجيه المستمر، فضلاً عن تخصيص وقت للواجبات المنزلية.
لتعزيز التكامل بين الأسرة والمدرسة، يجب تنفيذ عدة خطوات عملية، من أبرزها:
- رفع الوعي التربوي لدى الأهل: تنظيم برامج توعوية تهدف إلى تعليم الأهل كيفية دعم عملية التعلم، وتحفيزهم على المشاركة الفعّالة في الحياة الدراسية للطفل.
- تعزيز التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة: من خلال اجتماعات دورية مع الأهل، تبادل المعلومات حول تقدم الطفل الأكاديمي، ومناقشة أي مشكلات قد يواجهها في المدرسة.
- إشراك الأسرة في الأنشطة المدرسية: تشجيع الأهل على المشاركة في الفعاليات المدرسية والمساعدة في تنظيم الأنشطة التي تعزز من العملية التعليمية وتساهم في تقوية العلاقة بين المدرسة والبيت.
- توفير بيئة تعليمية محفزة في المنزل: يجب أن يكون للأهل دور بارز في إنشاء بيئة هادئة ومحفزة للتعلم في المنزل، إلى جانب الاهتمام بتوجيه الطفل نحو العادات الصحية مثل النوم المبكر وممارسة الرياضة.
- التركيز على الدعم العاطفي: العمل على تربية الطفل في بيئة آمنة نفسياً وعاطفياً، حيث يشعر بالدعم والاهتمام من الأسرة والمعلمين على حد سواء، ما يعزز ثقته بنفسه ويساهم في تحصيله الدراسي.
من خلال هذه الخطوات، يمكن للمدرسة والأسرة معًا خلق بيئة تعليمية متكاملة تساهم في رفع مستوى تحصيل الطفل الدراسي، وتساعده على مواجهة التحديات الأكاديمية بشكل أفضل. فالتكامل بين هاتين المؤسستين يُعد الأساس لتحقيق النجاح الأكاديمي وتعزيز قدرات الطالب في جميع جوانب شخصيته.
المحرر: د. عمر القيسي