قضايا النوعية في التعليم العالي في البلدان العربية- الكتاب السنوي الثامن
تبحث هذه الورقة في نوعية التعليم في الجامعة اللبنانية، الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان، في ضوء نموذج تحليلي يربط بين عوامل كالحكامة، الموارد المالية، البيئة التعليمية، الهيئة التعليمية، الطلاب وغيرها، وبين نوعية التعليم. وهي تعالج واقع هذه العوامل، وإظهار نقاط القوة ونقاط الضعف في كل منها؛ و تكشف عن التباين بين النص القانوني والممارسة.
تخلص الورقة إلى أن فهم الوضع الراهن لنوعية التعليم، كنتاج للأداء الجامعي الكلي، لا يستقيم بمعزل عن السياق التاريخي لنشأة الجامعة وتطورها، ولا بمعزل عن علاقة الجامعة بالسلطة السياسية، ولا عن علاقتها بمكوناتها الأساسية. فنشأة الجامعة لم تكن نتيجة تخطيط من الدولة، بل نتيجة ضغوط من قوى ذات مصلحة؛ استمرت العلاقة المأزومة ترافق تطور الجامعة، وخصوصا بعد التفريع الذي أدّى إلى انعكاسات سلبية جدا على نوعية التعليم. في هذا السياق أنجزت الجامعة جملة من الإصلاحات (إجراء تقييم ذاتي، اعتماد نظام أ.م.د، وإنشاء معاهد عليا للدكتوراه، الخ…)، التي تركت، في ظل غياب الخطة الشاملة للنهوض بالجامعة المرتبطة بغياب القرار السياسي، تأثيرا موضعيا ومحدودا.