التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية: قضايا واتجاهات- الكتاب السنوي الرابع
تكوّن تكنولوجيا المعلومات والاتصال بشكل سريع علاقات اقتصادية واجتماعية جديدة. ويتطلب إعداد الشباب والشابات للالتحاق بالاقتصاد العالمي تحسين فرص تعليمهم وتنمية مهارات فيهم تستند إلى المعرفة والمعلومات. لكن المُلاحَظ أن انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال يحصل ببطء شديد جداً في البلدان العربية، مقارنة مع غيرها من البلدان، وحتى مع بعض البلدان النامية. قبل أي محاولة لتحديد المعوِّقات التي تواجه البلدان العربية في سعيها لتطوير استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في أنظمتها التربوية، يجب طرح بعض الأسئلة المهمة، ومنها: هل من عقبات مشتركة تعترض سبيل البلدان العربية؟ وإذا كان الجواب نعم، فهل لهذه العقبات صفات خاصة تميّزها عن تلك التي واجهتها بلدان أخرى (كالبلدان المتقدمة مثلاً)؟ هل سبق وصادفت البلدان المتقدمة بعض هذه العقبات ونجحت في تذليلها؟ هل يمكن الاستفادة من هذه التجارب في البلدان النامية؟ وهل يحتم ذلك على البلدان النامية أن تخطو جميع الخطوات والمحاولات التي اتخذتها البلدان المتقدمة في هذا السبيل؟ تحاول هذه الورقة تحديد بعض المعوِّقات التي تعترض تطوير رزم تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستخدامها في التربية والتعليم في بلدان المنطقة العربية، كما تحاول استعراض بعض تجارب بلدان أخرى في تخطّي هذه المعوّقات، بهدف استخلاص الدروس منها. وقد تمّ تحديد المعوّقات التالية: معوّقات تتعلّق بصنع السياسات، معوّقات مالية وإدارية، معوّقات متعلّقة بالموارد البشرية، معوّقات مرتبطة بمناهج التعليم، ومعوّقات ثقافية ولغوية.