طالما اعتُبِرَت الهند من البلدان الرائدة في تطوير برمجيّات الحاسوب، ويعدّ هذا الإنجاز خطوة من خطوات عديدة قامت بها الهند في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. كما قامت بتجارب عديدة في مجال الراديو والتلفزيون والحاسوب والمؤتمرات من بُعد على سبيل المثال لا الحصر. لم يكن هناك مؤسّسات بثّ واسعة في الهند إبّان استقلالها (1947)، فقد كان الراديو هو السبيل الإذاعيّ الوحيد. ولأنّ في الهند مساحات شاسعة فقد استحال تعميم التربية والتعليم من خلال اللقاء المباشر بين المعلمين والمتعلمين. لذلك بدأت الهند باستخدام الراديو في التعليم منذ السنوات الأولى لها كدولة مستقلة. مع وصول التلفزيون، سارع المخطّطون التربويّون إلى الاستفادة منه في تحقيق أهدافهم التربويّة. ومن أولى التجارب التربويّة الكثيرة للتعليم بواسطة التلفزيون تجربة التلفزيون التعليميّ عبر الأقمار الصناعيّة (SITE)، التي فتحت الطريق لكثير من التجارب الشبيهة فيما بعد. فقد شهدت الهند نمواً غير مسبوق في مجال الاتصالات اللاسلكيّة مما جعلها مالكة لأوسع شبكة راديو وتلفزيون في العالم. وقد تأسست عدة مراكز لإنتاج الوسائط منها مراكز وسائط الأبحاث التربويّة (EMRC) ومراكز وسائط الإنتاج الالكترونيّ (EMPC) التي أنتجت برمجيّات تربويّة مرئيّة ومسموعة لنظم مختلفة وبِلُغات مختلفة طوال تلك السنوات. لكنّ نجاح الهند في مجال برمجيّات الحاسوب ما كان إلا حصيلة رحلة طويلة مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فالهند من البلدان القليلة التي تبنّت تدريس تكنولوجيا المعلومات كموضوع مستقلّ على مستوى التخرّج. وقد أسفر التعاون والتكامل بين هذه التكنولوجيا والمؤسّسات التي تبنّتها عن نتائج مهمّة منها النجاح الرائد للتعلّم المفتوح من بُعد في الهند. واعتبرت جامعة أنديرا غاندي الوطنيّة المفتوحة (IGNOU) المتربّعة على قمّة المعاهد التربويّة في الهند، واحدة من أهمّ الجامعات في العالم التي تستعمل هذه الوسائط وتعتمد على هذه التكنولوجيا لإيصال التعليم إلى شريحة من الطلاب منتشرة على مساحة واسعة داخل البلاد وخارجها. وما لبثت العديد من البلدان الأخرى أن حذت حذو الهند في هذه التجربة وأصبح نجاح جامعة أنديرا غاندي الوطنية المفتوحة مع التكنولوجيا مثالاً يقتدى به.