قضايا النوعية في التعليم العالي في البلدان العربية- الكتاب السنوي الثامن
ظهرت التصنيفات الترتيبية للجامعات (Ranking) على المستويات الوطنية ثم الدولية، استنادا إلى مبينات (Indicators) بعضها نوعي/ذاتي كالسمعة الأكاديمية للجامعات، وبعضها كمي مستقى من إحصاءات الجامعات، كقبول الطلبة، ومعدل استمرارهم في الدراسة، ومدى توافر الأساتذة، ورواتبهم، ونسبة الحاصلين منهم على درجة الدكتوراه، والموارد المالية المتوفرة، وعدد الحاصلين على جوائز دولية من الطلبة والأساتذة، إلخ. وأصبح موضوع تصنيف الجامعات موضع اهتمام كثيرين لأنه يقدم معلومات مفيدة للطلبة ولأولياء الأمور وللحكومات وللمسؤولين عن مؤسسات التعليم العالي وغيرها.
تتناول هذه الدراسة أبرز التصنيفات الدولية للجامعات وتقارن بينها وبخاصة المواقع التي احتلتها الجامعات العربية فيها خلال السنوات الماضية. وتشير الدراسة إلى أن المبينات المستخدمة في التصنيفات المختلفة متنوعة ومتباينة، وجميعها غير شاملة للجوانب التي يجب أن تقوَّم في أداء المؤسسات. وتبين أن الجامعات التي تحتل المراكز الأولى في تلك التصنيفات تتمتع بإمكانات مادية وبشرية متميزة، مما يجعل الغالبية العظمى من الجامعات العربية تغيب عن قوائم أفضل الجامعات نظرا لاختلاف أوضاعها عن أوضاع جامعات النخبة، بحيث كان عدد الجامعات العربية التي ظهرت على قوائم التصنيفات الدولية في السنوات الأخيرة قليل جدا (لم يتجاوز الثماني) مقارنة بعدد الجامعات العربية الكلي، وكانت مراكزها متأخرة بشكل عام، مع ملاحظة تقدم مراكز عدد من الجامعات السعودية من سنة لأخرى. كذلك كانت مراكزها متأخرة في تصنيف منظمة المؤتمر الإسلامي مقارنة بتركيا وإيران.