التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية: قضايا واتجاهات- الكتاب السنوي الرابع
لقد شهدت العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين تطورات غير مسبوقة في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، طبعت آثارها العميقة على طبيعة السيرورة العلمية وممارستها. فقد تزايد اهتمام مربّي العلوم بالنتائج التربوية لهذه الطفرة، وتأثيراتها على المناهج وعلى طرائق التعلم. فمن جهة، ينبغي على المناهج قبل الجامعة أن تحضرّ الطلاب لِمهَن المستقبل في عالم تحكمه أكثر فأكثر التكنولوجيا والعلم. ولتحقيق ذلك، يجب أن تشتمل المناهج على تعليم تكنولوجيا المعلومات (كهدف تعليمي بحد ذاتها). ومن جهة ثانية، فإن التقدم الحاصل في التكنولوجيا قد حسّن إلى حد بعيد إمكانيات التكنولوجيات التعليمية بوصفها أدوات تعليمية فعّالة ترفع من كفاية تعليم العلوم محتوىً وعملياتٍ وسيرورةً علمية (التكنولوجيا كوسيلة). تركّز هذه الورقة على الإمكانيات التعليمية الكبيرة التى توفّرها التكنولوجيا في صفوف العلوم الثانوية. وهي تنقسم إلى أربعة أجزاء. يلخّص الجزء الأوّل من الورقة البحوث التجريبية (المحكّمة والمنشورة) التي قوّمت فعّالية التكنولوجيات التعليميّة في تعزيز التعلّم في صفوف العلوم بالمدارس الثانوية (من الصف السابع حتى الصف الثاني عشر) خلال العقد الماضي. ويستعرض الجزء الثاني من الورقة الاستراتيجيات الفعّالة لدمج التكنولوجيات التعليميّة في تعليم العلوم في المرحلة الثانوية. ويقدّم الجزء الثالث إرشادات لاختيار حزم برمجيات تعليم العلوم وأدواته. وفي الختام يقدّم الجزء الأخير نظرة عامة على نتائج إدخال التكنولوجيات التعليميّة في تعليم العلوم في المرحلة الثانوية وتَبِعاته.